كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان العشري
كنت مراهقة وأعلم انه كان فارس أحلامك بيوم من الأيام .. فلتتجاوزي عن كل ما حدث في الاربع سنوات الماضية ولتسعدي معه ما رأيك
مزقت ثوب الألم بابتسامة مريرة لم تصل إلي عينيها وقالت ساخرة
أحقا تسأليني عن رأيي أمي هل حددتي معه موعد الزفاف أم لا هيا أخبريني لا تخجلي.
ضاقت ذرعا من حديثها الذي يحمل من الصواب الكثير وذلك الإحساس الغبي بالذنب الذي لا تعلم من أي جهة تسرب إليها فهدرت بنفاذ صبر
رفعت أحد حاجبيها ساخرة فتجاهلت فريال حديثها إذ قالت بجفاء
اقترح أن نعقد القرآن وتتاح لكليكما فرصة للتعرف إلى بعضكما عن قرب وبعدها سنحدد موعد الزواج.. وهكذا لا يكون الأمر مجحفا لأحد ما رأيك
مرت شاحنة القدر فوق قلبها مرة أخرى بينما هي تقف كعادتها مكتوفة الأيدي تنظر إلى ما يحدث حولها وكأنه لا يعنيها بينما الأحداث تمر من خلالها وتضعها في طرقات مجهولة لا تعلم حتى إن كانت تمتلك القدرة على خوض غمارها.
قالت جملتها الأخيرة بسخرية مريرة لم تخطئها فريال التي لاحقتها بأعين اختلط بها الشفقة والڠضب معا.
بارك الله لكما وبارك عليكما
تمايلت هناء بجانب شاهين بدلال وهي تتلقي التبريكات والتهاني من الجميع بينما هو كان صامتا فقط ابتسامات خالية من المرح لم تصل إلى عينيه مجاملة للمهنئين ويديه تحتوي زوجته الجديدة وداخله شعور غريب لا يمت للفرح
هكذا تحدثت هناء بجانب أذنيه فأجابها بسخريته المعهودة
تعرفين أنني لن أقف بمنتصف الغرفة وأهز بخصري يمينا ويسارا.. لذا انسي الأمر.
اغتاظت من حديثه وقالت بلوم
هل ستحزنني بيوم زفافنا
شاهين ساخرا
لم أخطط لذلك ولكن الأمر متروك لك.
زمت شفتيها وقالت بعدم رضا
إذن سأرقص أنا.
لم يتأثر قيد أنملة فقد اكتفى قائلا بملل
أنهى جملته ثم أردف بغمزة محذرة
هذا أفضل للجميع.
فهمت على الفور أن النقاش معه مضيعة للوقت فهي تعلم كم هو متملك غيور وقد كانت شخصيته تلك التي جذبت
انتباهها إليه إضافة إلى الأساسيات كونه محاميا لامعا وابن عائلة ثرية مع مزيج مثير من الرجولة الفذة التي تتمثل في طول فارع وملامح خشنة بقدر وسامتها مع القليل من العبث والكثير من السخرية التي كانت جزءا لا يتجزأ منه.
هكذا تحدث وهو يقودها بين الجموع دون أن يكترث لنظراتهم المستفهمة فقد تجاهل حتى الأسئلة الصريحة وتحرك بفظاظة وغرور يميزه ليخرج وهي معه إلى سيارته التي كانت فارهه تشبه كل شيء يمتلكه.
عزيزي لقد تصرفت بفظاظة مع أصدقائي.. أظنهم غاضبون الآن
هكذا تحدثت هناء بدلال يشوبه اللوم فأجابها بفظاظة وعينيه مسلطتان على الطريق أمامه
_عليهم أن يعتادوا حتى لا يغضبوا كثيرا في المستقبل.
كلماته أثارت حنقها أكثر ولكنها حاولت أن تخفي ذلك قائلة برقة مفتعلة
_وماذا لو أخبرتك بأنني أغضب من طريقتك هذه.
أفرجت شفتيه عن ابتسامة ساخرة تشبه لهجته حين قال
_ باستطاعتي امتصاص غضبك حتى آخر قطرة فقط أخبريني عندما تكوني غاضبة.
ردود ذلك الرجل قد تصيبها بجلطة دماغية ذات يوم لذا آثرت تغيير دفة الحديث وابتلاع حنقها إذ قالت بدلال
_ إلى أين تأخذني
ستعرفين بعد قليل.
ابتلعت غصة غاضبة بحلقها ورسمت ابتسامة جميلة فوق ملامحها وهي تنظر أمامها بعد أن آثرت الصمت حتى تحافظ على الباقي من ثباتها أمام كتلة الوسامة والجليد القابع بجانبها.
ماهي إلا ثوان حتى توقفت السيارة أمام أحد الفنادق والذي لم يكن فارها ولا من ضمن لائحه الفنادق التي يرتادها أفراد الطبقة المخملية فانكمشت ملامحها پصدمة ترجمتها شفاهها على هيئة استفهام مستنكر
لماذا توقفت هنا
أجابها بخفة أفزعتها
لقد وصلنا.
لم تستطع إخفاء صډمتها ولا نفورها وهي تترجل من السيارة خلفه لتقع عينيها على بساطة المكان التي تتنافى بقوة مع جموح تخيلاتها عن كيفية قضاء ليلة زفافها بأرقى الأماكن في المدينة والآن ټحطم سقف توقعاتها العالية فوق رأسها وهي تخطو بجانبه إلى القاعة التي كانت دافئة تحمل طابعا شرقيا أنيقا تزينه شموع تفرقت بصورة مدروسة في جوانب المكان أضفت جوا حالميا دافئا في المكان الذي كان يتوسطه طاولة صغيرة تحمل مأكولات وحلويات كثيرة معدة لشخصين وبجانبها طاولة اصغر يوجد بها أنواع عديدة من المشروبات وقد صمم كل شيء بطريقة جميلة وأنيقة ولكنها لم تكن كافية لإرضائها فالتفتت تناظره پغضب انبعث من عينيها ولكنها حاولت تفاديه في نبرتها حين قالت
أهذا هو المكان الذي خططت لأن نحتفل به بزفافنا
لون