الكوخ بقلم سارة محمد سيف
خلف جدها لتقول بابتسامة مشرقة اهلا يا عادل اتفضل كل معانا
عادل بخجل لا شكرا يا إيلين انا جيت اشكرك بس
إيلين بنفس الابتسامة لا شكر على واجب ما هي غالية عليا زي ما غاليه عليك بالظبط
عادل طب استأذن انا بقى
إيلين ما تيجي تأكل الاول طب
عادل منصرفا معلش مرة تانية ان شاء الله
غادر عادل ليقول الجد بصوت هامس ساخرا يا حنين
الجد بغل عشان النحنحه اللي هو فيها دي ياختي
إيلين هههههههههه ماشي يا ابو النحانيح مش هناكل بقى
وبعد أن جلسا مرة أخرى على الطاولة نظر اليها جدها قائلا مش قولتلك بلاش تروحي تساعديها انا كنت عارف انه هيلاقيها حجه بقى عشان يجي هنا
إيلين مستغربة ويتحجج يجي هنا ليه
إيلين محاولة إخفاء ضحكتها طب ما هو ممكن يجي من غير ما يتحجج احنا من امتى بنقفل باب بيتنا في وش حد
الجد بجدية عشان أنا موجود فمش هيعرف يجي هنا من غير سبب
إيلين غامزة جدها ايوه طبعا من ساعة أخر مرة قولتله انت جاي من غير سبب هنا ليه انت هتنطلي كل شوية ولا ايه ههههههههه
إيلين ضاحكه بتغيري عليا يا بطة
لم يستطع الجد أن يبقى على جديته كما هي في مقابل
مزاحها فاڼفجر ضاحكا
كان الليل قد حل وبدأت الامطار بالهطول على نحو مفاجئ بينما آسر يجلس في طائرته الخاصه متحدثا بعصبية في هاتفه المحمول اروح المشوار دا عشان في الاخر اعرف انه سافر مش المفروض كنت تعرف مكانه قبل ما تخليني اروحله دا تسيب واهمال حسابي معاك بعدين لما ارجع هاعرفك شغلك ازاي تعمله صح بعد كدا لا لكن ولا لو
الكابتن منشغلا بمتابعة الاجهزه امامه مش عارف انا اصلا مش متأكد اذا كنا هنوصل ولا لأ
آسر بانتباه قصدك ايه
الكابتن پغضب مكبوت أنا قولت لحضرتك بلاش نسافر دلوقتي الجو مش أمان للسفر
آسر پغضب هو أنا يعني بألعب ما أنا ورايا شغل
يتبع التالي
الفصل الثاني
تعدت الساعة منتصف الليل بكثير عندما فتح شاب باب فيلا الحناوي ليدخل بهدوء شديد إلى داخل الفيلا ويغلق الباب خلفه خوفا من أن يسمعه أحد ولكن ما إن يهم بصعود السلم حتى ينير الضوء الدور الارضي بأكمله فيلتفت ليجد كوثر بانتظاره وتنظر له شذرا قائلة پغضب أول ما افتكرت انه ليك بيت يا جاسر باشا
كوثر فيه انه حضرتك بتغيب عن البيت بالايام من غير ما تقول لحد على مكانك ولا انك هتختفي وتسيبني اقلق عليكشش
جاسر ششبملل يا عمتو يا حبيبتي قولتلك كفاية عليكي آسر ونادين اشغلي نفسك بيهم وفكك مني
كوثر باستنكار افكني ايه الكلام البلدي دا يا جاسر وانا باسأل نفسي نادين بتجيب الالفاظ الغريبة دي منين طلعت انت السبب دا انا كنت هاخليها تغير المدرسة بتاعتها
جاسر ساخرا لا مافيش داعي تغير المدرسة لانه دا مش كلام بلدي ولا بيئه دي لغة الشباب اليومين دول يا عمتو لازم تتعودي عليها يا روحي
كوثر بحنق اتعود ليه المهم هتفضل
مستهتر كدا لحد امتى مش ناوي تعقل
جاسر بضجر لا مش ناوي واعقل ليه كفاية آسر بيه انا سايبله العقل كله
كوثر متنهده دا بدل ما تقولي أنا هانزل الشركة من بكره مع آسر واشتغل واساعد ابن عمتي
جاسر انتي عارفه يا ست الكل انه انا ماليش في شغل الشركه دا
كوثر پغضب يعني انت كنت جربت عشان تعرف إذا كان ليك ولا مالكش
جاسر واضعا ذراعه على كتفي عمته يا عمتو يا حبيبتي أنا ادرى بنفسي وعارف اني ماليش في شغل الشركات دا ولا ۏجع الدماغ انا راجل كييف بتاع مزاجه يعني
كوثر بلوم وهتفضل كدا لحد امتى مش هيجي يوم تتجوز فيه ويبقالك بيت هتصرف عليهم منين بقى من الكيف ولا من مزاجك
جاسر منهيا الحوار لما تشوفيني اتجوزت ابقي اتكلمي يا عمتو
وتركها صاعدا لاعلى لتحادث نفسها متحسره على حال من بالمنزل فأحدهم مچنون متهور لا يهتم لشئ ولا يعطي للغد اعتبار وآخر يزن كل شئ بدقة مريبة وشديد التعقل والاتزان لدرجه تفقد الاعصاب والثالثة فتاة مراهقه طائشة لا تستطيع فهم تفكيرها في النهاية تنهدت متوجهه الى غرفتها تدعو بالهدايه لكل واحد منهم
خرجت إيلين تتطلع إلى السماء وجلست على الارجوحه الموجودة بالخارج تتنشق الهواء حياتها حتى استغرقت في النوم لتستيقظ بعد منتصف الليل لتجد نفسها ما زالت بالخارج والمطر يهطل بشده فنهضت تلقي على السماء نظره أخيرة قبل أن تعود إلى الداخل عندما رأت شيئا ضخما يهبط من السماء بسرعه ليصطدم بالارض ويحدث صوتا مفجعا فصړخت منادية جدها الذي عندما سمع صړاخها هب إلى الخارج ولكن ما إن خرج حتى وجدها وصلوا قبلهم ويحاولون إخراج من كان بذلك الشئ الذي كان يدعى في يوم ما بطائرة وبعد العديد من الجهود والمحاولات وبمساعده الجد لهم أيضا استطعوا إخراج جسدين من الداخل ليصيح أحد العمال اجروا بسرعه دي شكلها ھتنفجر
ركض الجميع مسرعين وهم يحملون الجسدين الهامدين حتى ارتفع صوت الانفجار مدويا في الانحاء مشعلا الحريق بين الشجر فاتجه العمال ليطفئوا النيران المشتعله قبل أن تنتشر في باقي الحقل وتلتهم المحصول وصړخ
الجد في عاملين بأن يأخذا المصابين إلى منزله بسرعة ففعلوا كما أمر واتجهت معهم إيلين پذعر وما إن وضعوا هما حتى أمرتهم إيلين بالذهاب للمساعده في إطفاء الحريق وهي ستستدعي الطبيب من المدينة وبالفعل اتجهت إيلين مسرعة إلى المدينة
اليوم هو الجمعه وليس لديها مدرسة وستجلس حبيسة جدران غرفتها بمفردها فليس لديها من يؤنس وحدتها فجدتها تفعل ما تستطيع من أجلها لكن فارق العمر بينهما لا يجعلها تقتنع برأيها ويختلف مفهوم التسيلة عند كلا منهما فكوثر ترى أن العطلة يجب أن تتعلم فيها ما يفيدها مثل الخياطة أو التطريز وهكذا أشياء تراها نادين مملة فهي ترى أن العطلة عبارة عن خروج وتنزه ولعب لتخرجها من أجواء الدراسة والتعلم فكانت تفضل البقاء في غرفتها على الجدال مع جدتها الحبيبة فجلست تضع السماعات بأذنها رافعة الصوت لأعلى درجه وأغمضت عينيها لټغرق في عالم الموسيقى فلم تسمع دقات الباب التي تبعها دخول جاسر ناظرا لها بشفقه ولكن عندما طال انتظاره اتجه إليها نازعا السماعات من أذنها مازحا إنتي شكلك هتغلبي دادا فوزية ومش هتسمعينا بسبب السماعات دي
ضحكت نادين بمرح ههههههههه حرام عليك يا جاسوره ما تتريقش على دادا
جاسر طب يا ستي مش هاتريق على دادا عمتو قالتلي انه آسر رجع سافر تاني فجأة
عاد الحزن لنادين أها
جاسر بمكر طب