الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 4 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى الهاتف وفورا قذفت كڈبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء 
طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي 
وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج 
دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !! 
نظر
لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة 
هي مشاكلها بتضحك أوي كدا ! 
انطلقت منها ضحكة
أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة 
لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود 
انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم 
مېت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا ! 
أسفة ياحبيبي مخدتش بالي 
لمعت عيناه بوميض خبيث ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة 
رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم بجراءة لكنها لمحت أسمهان التي تقف في مكتبه أمام النافذة وتتابعهم فعادت بنظرها له وهمست بضحكة خفيفة 
أسمهان هانم بتراقبنا في صمت شكلها 
الټفت
برأسه للخلف ناحية مكتبه ليرسل لأمه ابتسامة صفراء لترد عليه بضحكة بسيطة ثم يعود بنظره لزوجته من جديد ويقول وهو يلف ذراعه حول كتفيها 
امممم انا بقول نطلع أوضتنا ونكمل كلامنا على رواق فوق براحتنا أفضل 
مائدة صغيرة متوسطة في منتصف الحديقة وتقف هي أمامها تنظمها بشكل راقي وجميل وابنتها تدخل للداخل ركضا ثم تخرج وهي تحمل الصحون واللمسات الصغيرة التي ستزين بها والدتها المائدة 
فقد أعدوا مفاجأة صغيرة ولطيفة لحاتم بمناسبة يوم ميلاده وكانت هنا أكثر من مرحبة بالفكرة وتحمست لها كثيرا وظلت تجهز كل شيء مع والدتها من بداية اليوم حتى أنها قامت بشراء هدية لطيفة مثلها بمساعدة جلنار بالطبع 
لم تنسى جلنار معروفه حين طلبت مساعدته ولم يتأخر عنها ساعدها في السفر والقدوم لأمريكا ومن ثم اسكنها بمنزله القديم وعرض عليها العمل معه بشركته الصغيرة كان خير صديق في لحظات احتياجها للمساعدة وخلال الشهرين الماضيين تعمقت صداقتهم أكثر وأصبحت تراه ربما أكثر من مجرد صديق بل أخا لها أيضا ولا يزال حتى الآن يثبت لها أنها لم تخطئ حين لجأت له للمساعدة 
ركضت هنا نحو والدتها وهي
تهتف بحماس طفولي جميل 
ماما عمو عاتم جه 
انحنت جلنار عليها وهتفت بحماس مماثل لها 
طيب انا هدخل جوا وزي ما اتفقنا هاا 
ويراها 
لحظات قصيرة وظهر حاتم من بوابة المنزل وهو يسير للداخل فركضت هنا نحو وهي تصيح بسعادة 
عااااتم 
توقف على أثر صوتها الصغير والټفت بجسده ناحيتها وفورا اڼفجر بالضحك وهو يراها تركض نحوه وتهتف باسمه بطريقتها العجيبة انحنى وحملها على ذراعيه بمجرد وصولها إليه ولثم وجنتها هاتفا بمداعبة 
يعني بتنهديني حاف من غير اي حاجة وكمان بتقولي اسمي غلط ارحميني يا هنا 
أظهرت عن سخطها اللطيف وهي تقول بقرف 
إنت اسمك وحش أنا اسمي جميييل 
قهقه عاليا وهتف بتقبل اهانتها الصريحة لاسمه 
أنا اسمي وحش !! طيب ياستي شكرا على ذوقك
لفت نظره الطاولة الصغيرة والمزينة وفوقها صحون مسطحة مزخرفة على الحافة بأشكال جميلة ومنظمة بطريقة فخمة وكاد أن يتكلم يكمل حديثه المرح مع الصغيرة ويسألها عن سبب تزين الحديقة والطاولة لكن خروج جلنار من المنزل وهي تحمل فوق يديها كعكة عيد الميلاد ذهب بكل كلمة كان سيتفوه بها جمالها سرق عقله بنظرة واحدة ترتدي فستان ضيق من اللون الأسود يصل إلى أسفل ركبتيها وبأكمام طويلة وحذاء من اللون الأبيض بكعب عالي يعطيها لمسة أنوثية صاړخة وشعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها بحرية دون أي مجهود منها لتجمله بالتسريحات العصرية وتضع القليل من مساحيق الجمال التي لا تحتاجها أساسا ! كانت تماما ككتلة من الإثارة تسير على الأرض باتجاهه 
ازدرد ريقه بتوتر يحاول التحكم في ذاته ثم انزل هنا من على ذراعيه لتبدأ في الهتاف كما تقول والدتها لكن بطريقتها الطفولية والخاطئة كالعادة لنطق الكلمات بالأخص أنها إنجليزية ! 
 
وقفت أمامه وقالت برقة جذابة 
كل سنة وإنت طيب ياحاتم 
أجابها بنظرات تحمل معانى جمة 
وإنتي طيبة إيه المفاجأة الحلوة دي بس 
دي أقل حاجة كفاية وقفتك جمبي أنا وبنتي 
أمسكت هنا ببنطاله وهي تشده برفق حتى ينتبه لها وتقول بتشويق 
عاتم عاتم تعالى شوف الهدية 
تغاضي عن اسمه ونظر لها مبتسما ثم نقل نظره لجلنار بنظرات مستفهمه كان كالذي يقف مسلوب الوعي بجد صعوبة في إدراك كل كلمة توجه إليه والفضل يرجع لتلك الأنثى الفاتنة التي تقف أمامه

هتفت جلنار بصوتها الانوثي 
جايبالك هدية ياسيدي وفرحانة بيها أوي من الصبح وقاعدة على ڼار مستنياك عشان تدهالك
ده هتبقى أحلى هدية جاتلي في حياتي 
ركضت هنا إلى داخل المنزل ثم بعد دقائق عادت ركضا وهي تحمل في يد هديتها وبالأخرى هدية والدتها مدتهم لحاتم وهي تقول بإشراقة وجه رائعة 
دي تاعتي بتاعتي ودي تاعت ماما 
التقطهم من بين يديها ثم بدأ بفتح خاصتها أولا وكانت ربطة عنق من اللون الفصي المنقط بالاسود انبهر بها وأعجبته بشدة 
اتجه للعلبة الثانية الخاصة بجلنار وقام بفتحها فوجد بداخلها إحدى الكتب الخاصة بالادب الانجليزي وللكاتب المفضل له لاحت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يمسك بالكتاب بين يديه ويحدق في اسمه حتى سمعها تقول باستحياء يليق بها 
مكنتش عارفة اجبلك ايه الصراحة وكنت محتارة جدا فلما افتكرت إنك من محبي القراءة وخصوصا في الأدب الإنجليزي جبت ده يارب يعجبك 
رقمها بأعين لامعة بوميض غريب لم تراه في عيناه من قبل ثم مد كفه ليضعه فوق كفها متمتما بعاطفة 
كفاية إن إنتي اللي جيباه ياجلنار اكيد عجبني هو والمفاجأة اللي مكنتش متوقعها دي الصراحة
ارتبكت من لمسته ليدها فبادلته ابتسامة مضطربة وسحبت يدها ببطء من أسفل يده ثم بدأوا جلستهم المرحة كالعادة وهم يتبادلون الأحاديث بينهم والصغيرة لا تتوقف بالطبع عن الكلام واللهو والمزاح معهم 
لم ينتبهوا للأعين التي تراقبهم من بعيد وتلتقط الصور لهم في كل وضعية تلقائية ليست مناسبة تحدث بينهم 
داخل غرفة عدنان وفريدة 
ساكنة تماما بين ذراعيه وهو يعبث بأنامله في خصلات شعرها برقة وعيناه معلقة على السقف يفكر بأكثر من شيء أولهم ابنته ولم يكن وضعها هي أفضل منه حيث تعصف بذهنها ذكرى اليوم التي أخبرته بأنها لن تتمكن من إنجاب الأطفال له ورغم اختلاف أشكال العلاج التي تلقتها حتى تتمكن من الإنجاب لكن كانت النتائج سلبية بكل مرة بالتأكيد أنها ودت لو أنجبت طفل حتى يحمل اسم إمبراطورية الشافعي الكبيرة وتصبح هي الآمرة والناهية في كل شيء حتى من تتمكن كسر أنف تلك المتعجرفة أسمهان فلو أنجبت ولي العهد المنتظر لكانت الآن ستكون السلطانة الكبيرة لقصر الشافعي ولكن ظهرت تلك المعضلة دون أي حسبان وسړقت منها عرشها لتتربع هي فوقه بمجرد انجابها لطفلة تافهة وهي الآن تفكر بالحال الذي سيؤول إليه وضعها إذا أنجبت له ولي العهد ! لكنها لن تسمح
بهذا حتى لو اضطرت للتخلص نهائيا منها 
قبل خمس سنوات 
شعرت بلمسته الدافئة على
شعرها ثم جلس بجوارها وهي توليه ظهرها ويهمس في حب 
مالك ياحبيبتي 
بكت ولم يكن بكاءا مزيفا بل ربما لأول مرة تبكي من أعماقها لكن السؤال هنا ما السبب الخفي وراء بكائها ! 
ضيق عيناه بدهشة عند سماعه بكائها وأدارها ناحيته فورا ثم قال باهتمام 
بټعيطي
ليه يافريدة ! 
تنفست الصعداء وتمالكت نفسها من البكاء قليلا لتهتف بنفس عاجزة 
اتجوز ياعدنان اسمع كلام مامتك واتجوز 
استغرق لحظات طويلة يستوعب ما سمعه للتو منها ليبتسم باستنكار ثم يهتف بنبرة قوية 
اتجوز !!!!
أيوة وأنا بنفسي بقولك اتجوز ده حقك طالما أنا مش هقدر اجبلك الطفل اللي نفسك فيه و 
لم يدعها تستكمل ثرثرتها فكلما تطرح عليه أمه تلك الفكرة يستشيط ڠضبا والآن تلك الحمقاء تطلبها بذاتها رغم معرفتها أن الأمر بات طبيعيا بالنسبة له ولم يعد يهتم به كثيرا 
صاح بها بعصبية 
أنا عندي استعداد إننا نصبر لعشر سنين قدام كمان لغاية ما ربنا يكرمنا بالطفل اللي بنتمناه لكن إنتي معنكديش أمل يافريدة وبتدوري على الحل الأسهل واللي أنا لا يمكن اوافق بيه 
أطرقت رأسها أرضا وأغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وقوتها الهشة لتستكمل ذلك الحديث فلولا أسمهان التي أجبرتها وهددتها لما كانت الآن تجلس أمامه وتحاول أقناعه بالزواج من أخرى ! 
تمتمت بصوت مبحوح وهي تمسك بيديه 
احنا لينا سنين بنحاول ومفيش فايدة ومتحاولش تقولي إن موضوع الأطفال مش فارق معاك أنا عارفة وحاسة إزاي أنت نفسك في طفل يشيل اس
نامي ياحبيبتي وارتاحي والموضوع ده متفتحهوش معايا تاني وطلعيه من دماغك 
ثم انتصب في وقفته واستدار وغادر الغرفة ليتركها تتخبط قهرا وغيظا تتوعد لتلك الشيطانة أسمهان المتسببة بكل شيء وبالوضع الذي هي فيه الآن !! 
عودة للوقت الحاضر 
استفاقت من ذكرياتها وقد احتدم وجهها بنيران الحقد والغل الآن هي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة الحمقاء وقليلة الخبرة بل أصبحت أكثر شراسة وشړا لم تعد تهتم بأي شخص سوى هدفها وستبدأ أول
شيء بالزهرة الضعيفة جلنار ومن ثم ستتفرغ للأفعى الكبرى أسمهان 
في صباح اليوم التالي بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة 
يسير طفل في العاشرة
من عمره يحمل أكياس بها أصناف مختلفة من الخضار ومستلزمات المنزل وكل خطوتين ينزل الاكياس على الأرض حتى يريح عضلات ذراعيه من ثقلها وإذا به فجأة يشعر بكف ينزل على عنقه من الخلف فينتفض واقفا ثم يلتفت لها ويقول پغضب 
متضربيش مش كفاية شايلك الأكياس بتاعتك 
جذبته من ملابسه وانحنت عليه تهتف بنظرة خبيثة وابتسامة عريضة 
هتشيل وأنت ساكت ولا اڤضحك واروح اقول لعمي مدحت أن أنت اللي سړقت كيس السكر 
زفر پغضب وقال مغلوبا على أمره وهو ينحنى ليحمل الأكياس مرة أخرى 
هشيل بس متضربيش 
ضحكت وقالت بمرح 
أنا برضوا بقول هو مفيش غير الواد ميدو في الحارة دي كلها حبيبي يعني قولي كدا أنا من غيرك كنت هلاقي مين يشلي الطلبات 
صاح بعصبية وهو يشير بعيناه على قرنائه اللذين يلهون ويلعبون من حولهم 
ماهو العيال كتير ولا هو مفيش غيري 
ضړبت على رأسه بخفة وهي تهتف مستكملة مزاحها 
يالا ياعبيط دول أطفال أبرياء لكن أنت مش طفل ومتكترش في الكلام معايا احسن الف وارجع لعمي مدحت 
خلاص ياعم 
وصلت أمام باب بنايتها الصغيرة المكونة من طابقين تسكن
هي وجدتها العاجزة بالطابق الثاني وجارتها الست سميحة بالطابق الأول 
سمعت صوت جارتها الفضولية التي تطل من نافذة منزلها 
يامهرة 
التفتت لها بجسدها كاملا ثم أشارت للفتى الصغير أن يترك الأكياس ويذهب اقتربت من نافذتها ووقفت أمامها تقول بلهجة كوميدية 
نعم ياخالة سميحة 
نظرت سميحة لشعر مهرة الناعم والذي يعطي لونا بنيا بعض الشيء وترفعه بذيل حصان
ثم قالت 
بتحطي إيه لشعرك ده أنا شعري جربت فيه كل حاجة ومفيش فايدة 
انحنت برأسها عليها وهمست في جدية ظنتها حقيقية 
اقولك على الحل 
هتفت بنظرات متشوقة ومتحمسة 
قولي 
احلقيه وسبيه ينبت من أول جديد 
ألقت بجملتها ثم هرولت مبتعدة عنها لتحمل أكياسها وتتجه بهم نحو شقتها فتسمع صوت جارتها وهي تهتف بغيظ ممكسة بخصلات شعرها المعقدة تفك العقد 
احلقه قال ده أنا شعري حرير !
كان عدنان جالسا على مقعده أمام المكتب في شركته وينهي بعض الأعمال المهمة ويرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ولم يرفع نظره عن الأوراق إلا عندما وجد الباب ينفتح ليظهر من خلفه شاب في اوآخر عقده الثالث طويل البنيه ولديه جسد رياضي مع عينان عسلية وبشرة قمحية 
عاد بنظره مرة أخرى إلى اوارقه وقال بجدية بعدما رأى ابتسامته الواسعة 
المرة دي اعتبر
نفسك مرفود لو قولتلي مخلصتش الملف لسا يابشمهندس 
ارتفعت صوت ضحكته العالية وتحرك باتجاه المقعد المقابل لمكتبه ليجلس عليه ويلقى بالملف أمامه على سطح المكتب وهو يقول بغرور 
عيب عليك يا بوص هو أنا برضوا بتاع الحركات دي 
ضحك عدنان بخفة ثم التقط الملف وقال
بنظرة ماكرة من أسفل نظارته 
متنفخش نفسك أوي كدا لما اشوف الأول هببت إيه بس 
قطع حديثهم دخول آدم المكتب ولكن بمجرد رؤيته لصديق أخيه المقرب في العمل وهو يجالسه تقوست معالم وجهه ورسم الابتسامة المتكلفة على وجهه بصعوبة وهو يهتف بحزم 
عايز اتكلم معاك شوية ياعدنان على انفراد !
كان عدنان على وشك أن يجيب على أخيه برد يستحقه بعد طريقته الفظة في الحديث لكن نادر هز رأسه لعدنان بهدوء يرسل لها إشارة لا بأس ثم استقام واقفا وقال 
نبقى نكمل كلامنا بعدين 
ثم تحرك باتجاه الباب ومر من جانب آدم ثم رتب على كتفه وقال بابتسامة كانت تماثل الابتسامة التي أرسلها له منذ قليل 
مبروك على المعرض يا فنان
لم يجيب آدم بل اكتفى بنظرته السمجة له وانتظره حتى انصرف لينظر لأخيه الذي هتف به پغضب 
إيه الطريقة اللي بتتكلم بيها دي يا أستاذ 
سار باتجاه الأريكة المتوسطة في منتصف المكتب ليجلس عليها ويقول بقرف 
ده بني آدم مستفز مش عارف أنا أنت مستحمله إزاي 
اخلص يا آدم عايز إيه 
كان ردا عڼيفا من أخيه يوضح له استيائه من مجرى الحديث وإشارة له بأن لا يتخطى حدوده أكثر من ذلك فقال ببرود ونبرة تحمل المشاكسة 
بني آدم واخلص يا آدم لا تصدق حلوة وماشية على نفس الوزن !
أه أنت جاي تستظرف بقى !! 
أصدر ضحكة عالية ليقول بمرح 
ده جزاتي إني بحاول افرفشك يعني 
ابتسم عدنان ونزع نظارته عنه ثم هتف بلؤم يرمي بتلميحاته الوقحة 
لا أنت كدا بتحاول تعمل حاجة تاني 
استغرق الأمر ثلاث ثواني بظبط حتى فهم مقصده فاڼفجر ضاحكا وهتف 
ولد عيب في أخ يقول
لأخوه الصغير حجات مش لطيفة زي كدا عايز تبوظ أخلاقي 
ضحك عدنان وقال بمشاكسة 
أنا برضوا اللي هبوظها ولا هي جاهزة
يإما تقعد محترم ومتستفزنيش بأفشاتك واستظرافك ده يإما تمشي 
ماشي هقعد محترم يا عم المحترم هااا ! 
انهي جملته بغمزة خبيثة منه فيجد صوت أخيه الصارم وهو يهتف محاولا إخفاء ابتسامته 
اظبط يا آدم بدل ما اظبطك 
تعالت صوت ضحكته الرجولية ثم استكملوا حديثهم في أمور مختلفة وتجنب
آدم تماما الحديث عن جلنار وهنا حتى لا يعيد العبوس على وجه أخيه مرة أخرى حيث أنه جاء إليه لكي يخرجه من حالته الغريبة هذه ! 
خرج نشأت من الحمام بعد أن أخذ حماما صباحي دافيء واتجه نحو المنضدة الصغيرة ليتلقط الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين منذ دقائق ويجيب على المتصل بانفعال 
في إيه يا متخلف أنت رن رن رن طالما مردتش يبقى مش فاضي 
أجابه الآخر باعتذار وخوف 
حقك عليا ياباشا مقصدش أنا اتصلت بس عشان اقولك على الأخبار اللي تخص بنت حضرتك
جذب

انت في الصفحة 4 من 63 صفحات