رواية كاملة بقلم هدير ممدوح
قائلا مش للدرجادي يعني
أنتا پتخاف تضحك
في تلك المرة لم يستطع أدهم أن يتمالك نفسه من الضحك ف ضحك بصخب قائلاههههههه ده أنتي بتقلديني بقا طب شوفيلي حل لرجلي ديه لانها ۏجعاني أوي
مهو لازم مستشفى عشان الخيط والبنج
سهلة في
خيط هنا ومش لازم بنج
أنتا بتهزر هخيطلك من غير بنج أزاي مش هتقدر الۏجع هيبقى جامد
مريم بسخرية صعيدي أوي ده انتا مبتتكلمش ولا كلمة صعيدي
يعني أنتي اللي مقطعة الكلام أوي وبعدين ديه جينات يا دكتورة خلصي بقا لأن الچرح عمال ېنزف
طيب خليك هنا هروح أجيب الخيط من جوه وآجي
ايه لقتيه
أه ممكن تمسك في الفوطة ديه عشان تطلع فيها وجعك
براحتك
فكت الضمادة التي ربطتها مسبقا وقامت بتنظيف الچرح مرة آخرى وبدأت في الخياطة محاولة ألا تؤلمه وهو كان لا يظهر ألمه الذي لم يكن شديد للغاية ف يبدو أنها طبيبه محترفة في عملها انهت خياطة الچرح فلم يكن بالكبير لكنه كان عميق ويحتاج لخياطة
أيه ۏجعتك أوي
لا خالص أيدك خفيفة أنا مبتوجعش بسهولة
اتفضلي
هو أنتا ليه بتقصد توجعني بكلامك مين ۏجعتك وخلتك كده أكيد في حاجة هي اللي غيرتك أنتا مكنتش كده خالص
محدش يقدر يوجعني خصوصا أنتو أنتو أضعف من أنكم توجعوا حد أنتو تتوجعوا بس يلا أنا هروح أوضتي شكرا
العفو
هرع مسرعا إلى غرفته وأغمض عينيه ل ذكرياته وماضيه الذي يؤلمه كلما تذكره مازال جرحها يؤلمه أنه لم ولن يشفى منه أبدا استسلم للنوم ولم يشعر بشيء إلا حينما سمع طرقات على الباب كانت مريم طلبت الاذن للدخول كانت معها الطعام والدواء فقالت بإعتذار
لا شكرا مش جعان وملوش لازمة الدواء
والله أنا أدرى إذا كان ليه لازمة ولا لأ
ما قولتلك إني مش سباك
لا يا استاذ أنتا بتاع نساء وتوليد واحنا مش بنولد حد دلوقتي اتفضل كل حالا عشان تاخد الدواء
كان صدى ذكرياته مازال في رأسه وكأنه لم يفق منها وحديثها معه ذكره بألمه أكثر ف قرر أن يصب جم غضبه عليها ف رد عل حديثها قائلا بحدة
عشان عايز أنام
مريم پغضب حارق أنتا بتكلمني كده ليه هو أنا جارية أنتا شاريها عشان تعذبها أنتا أيه يا أخي معقد ولا مغرور ولا فاكرني أيه أنتا حر في نفسك تاكل أو لأ براحتك
خرجت ولكنها تركت الطعام والدواء تركته ل شجونه وذكرياته وۏجع جرحه الذي لا يلتأم وهو الطبيب عاجز عن علاجه
طرقت باب غرفته عدة طرقات خفيفة ولا مجيب ففتحت الباب وجدته نائما اقتربت منه ووضعت يديها على رأسه وبالفعل وجدت أن حرارته قد ارتفعت أيقظته كان لا يقوى على الحديث ذهبت وأحضرت الترمومتر لتقيس حرارته وجدتها قد تجاوزت ال لابد من إخفاض الحرارة سريعا والحل الأمثل هو أن
يدخل بملابسه تحت الماء
أدهم أدهم
عايزة أيه سيبيني أنااام أنا سقعاان أوي
أدهم حرارتك مرتفعة لازم تدخل تاخد دش فورا
لما لا ننسى الجراح إننا ننسى أشياء كثيرة لكن الجراح تظل تؤلمنا مهما طال الزمن تترك في القلب ۏجع لا يشفى وحينما نتذكر نشعر بنفس وخزة القلب قد ننسى الاشياء التي تفرحنا لكن الأحزان لا تنسى تظل محفورة داخل القلب تأخذ من الروح تجعل الضحكة باهتة ولهذا دوما تجد أن من يكتب مذكراته لا يكتب سوى لحظاته الحزينة ونادرا ما تجد لحظات فرح الفرح نعيشه وننسى أن نكتبه لكن الحزن نكتب لعلنا بهذا نخفف وجعنا فنجد أن ألمنا قد سطر ونظل نذكره دوما عادت من أفكارها على صوت أنينه علمت أنه لن يقوى على النهوض بمفرده ف قررت أن تساعده فلا خيار آخر أمامها ف هتفت به ليساعدها قائلة
أدهم ساعدني أسندعليا
أدهم بوهن شديد مش قااادر
معلش حاول الحمام مش بعيد
حاولت كثيرا حتى نجحت أخيرا في انهاضه من فوق الفراش وتعرقلا كثيرا حتى وصلا أخيرا للحمام وبصعوبة بالغة أجلسته في البانيو بملابسه وملأته بالمياه الفاترة فالجو كان شديد البرودة ولن يتحمل مع حرارته المرتفعة هذا التغيير المفاجيء لدرجة الحرارة كان يرتعش كثيرا لكنه بدأ أن يعي ما حوله فقال پغضب
أنتي بتعملي أيه أنتي مچنونة
شششش اسكت بقا مهو عشان العند بتاعك هوه اللي وصلك ل كده لأ والأنيل أنك دكتور معرفش دكتور أزاي هوه العند حتى في العيا كمان
خرجيني من هنا بقا أنا مش قادر أقوم جسمي كله وجعني أوي
ده من الحرارة يا دكتور يلا اسند عليا عشان نخرج ولا استني اجيبلك البشكير او البرنس بتاعك
مش بلبس برنس مش بحبه البشكير ف أوضتي ورا الباب
طيب استنا هجيبهولك
لقتيه
أه يلا قوم
أنا هقوم لوحدي
مش هتقدر وكفاية عند بقا
كان مازال يشعر بالدوخة والألم في سائر جسده فقرر ألا يجادلها الآن
طيب
أنتا تقيل أوي خف نفسك شوية
أنتي بس اللي صغيرة أوي
ماشي اتريق اتريق طيب هدومك فين
هنا في الضرفة الشمال
اتفضل هدومك أهيه أنا هخرج عقبال ما تغير
أنا مش هقدر أغير لوحدي ممكن تساعديني
مسحت شعرها بيديها وقالت بتردد وخجل ماشي
كانت تحاول ألا تنظرإليه ألا تتقابل عيناهما فلقد كانا قريبين للغاية مما أخجلها واربكها بشدة
أيه مكسوفة كده ليه عمرك ما غيرتي ل راجل يعني
عمري ما غيرت ل راجل غريب
وهما المرضى بيبقوا قرايبك
وأنا هغير للمرضى ليه أنا دكتورة مش ممرضه وبعدين أديك لبست اتفضل بقا ريح على السرير عقبال ما أسخن الأكل
مش
قاطعته قائلة مش مش ايه المرادي هتاكل وهتاخد الدوا بالعافية
أنا كنت هقولك مش قادر متتأخريش لأني بصراحة رجلي بتوجعني أوي وعايز أخد مسكن
يعني مش جعان
مش أوي
ماشي
ذهبت لتسخن له الطعام وعادت بعد دقائق ورائحة الطعام قد جعلت أدهم
يشعر بالجوع الشديد وما إن حضرت حتى مد يده ليتناول الطعام لكن المعلقة سقطت من يده لانه غير معتاد على الأكل باليد اليسرى
هات خليني أكلك وأمري لله شكلك هتشغلني النهاردة عندك يلا أهوه كله بحسابه
عايزة كام يعني
الحساب يوم الحساب هو أنا مستنية فلوسك
صحيح بمناسبة الفلوس الكريدت كارد بتاعك هتستلميه بكره
ما أنا قولتلك مش عايزة حاجة أنا بشتغل ومعايا فلوس
أنا تعبان ف بلاش الجدال العقيم ده
ابتسمت وتقابلت عيناهما لحظة لحظة هزته پعنف وخطڤتها تلك هي المرة الأولى التي تتقابل عيناهما هكذا لذا حاول كلا منهما الهروب
أنا شبعت الحمد لله
وأنا هقوم أجيبلك مية عشان تاخد الدواء
اتفضل
شكرا
العفو يلا أنا هسيبك بقا وألحق أصلي الفجر
فجر أيه ده الصبح طلع
أهوه ده اللي خدته منك ضيعت عليا صلاة الفجر
صحيح أنتي جهزتي نفسك عشان الشغل
أه متقلقش كله تمام
يعني هتروحي بكره لوحدك
أه طبعا لازم استلم الشغل من بكرة
وهتعرفي تتصرفي من غيري
أه عادي هو أنا طفلة
أه متنسيش أنا قولتلهم أنك بنت عمي بس هما هناك عارفين إني مش متجوز ومش بحب الستات أصلا ف مينفعش فجأة أقولهم إني اتجوزت
تسائلت بخبث حاضر بس هوه ده السبب ولا في حاجة تانية
حاجة تانية قصدك أيه
يعني تكون بتحب واحدة هناك وخاېف تعرف أنك اتجوزت
ولا تانية ولا تالتة مقولتلك أنا مبحبش الصنف كله
ماشي
وأنتي رايحة المستشفى خدي العربية معاكي أنا مش محتاجها مش بتعرفي تسوقي
مش مستاهلة هطلب أوبر أو كريم
اسمعي الكلام يا دكتورة
طالما قولت يا دكتورة يبقا هتتعصب وعلى أيه ماشي هاخدها بس أنتا هتعرف تتعامل لوحدك
اه هعرف
على العموم أنا هجهزلك أكل قبل ما أنزل وهخليلك الدوا جنب السرير وهكتبلك ورقة فيها المواعيد عشان متنسهوش
لا شكرا متشغليش بالك أنا هطلب أكل من بره
زي ما أنا سكت وهاخد العربية أنتا كمان هتسكت وتاكل من
الأكل اللي هعمله
Deal
تصبح على خير أه استنا أما أشوف الحرارة وباغتته ب وضع يديها على رأسه ف أربكته فعلتها تلك وقد شعر
كويس كويس وبعدين الحرارة بتتقاس بالترموتر
دكتورة مش بالأيد
احساسي أقوى وأصدق من الترموتر
سخيف أوي على العموم شكلك بقيت كويس
كمان بالشكل يعني الحرارة بالاحساس وكويس ولا لأ بالشكل أممم هل ده الطب الحديث أنتي متأكدة أنك دكتورة
لأ سباكة
قالتها وانصرفت وهو ابتسم لكلمتها الأخيرة فها هي قد استخدمت كلمته
التي دوما يقولها لها
أما هي ف توضأت وصلت ونامت حتى الساعة الثامنة صباحا قد اعتادت النوم المتقطع بسبب عملها نهضت ودخلت المطبخ حضرت غداءا سريعا له ثم بدلت ملابسها وقبل أن تنزل دخلت غرفته للاطمئنان عليه وجدته في ثبات عميق لم يشعر بدخولها اقتربت منه ووضعت يداها على جبهته فوجدت أن حرارته تبدو طبيعية وملامحه أكثر استرخاء ف خرجت وأغلقت الباب خلفها بهدوء واستقلت سيارته إلى المستشفى الجديد وهناك ذهبت للإدارة وأخبرتهم بحضورها ثم تعرفت
على الدكتورة نور التي استقبلتها بترحاب قائلة
أزيك أنا نور زميلتك في قسم الجراحة
وأنا مريم
أهلا بيكي يا دكتورة مريم أنا فرحانه أوي أن أخيرا جابوا معايا واحدة دكتورة بدل دكتور خالد اللي وشي ف وشه طول اليوم
هو مفيش غير دكتور واحد بس في الجراحة
لا طبعا في بس أنا وخالد في أوضة واحدة وأنتي هتبقي معانا صحيح احنا مش بنقعد كتير عشان زي ما أنتي عارفة قسم الجراحة مبنريحش كتير بس عل العموم إن شاء الله تتبسطي في الشغل معانا
أكيد بإذن الله
صحيح هو أنتي قريبة دكتور أدهم
أه بنت عمه
سبحان الله أنتي شكلك حبوبة كده مش زيه
هو أدهم صعب أوي كده
هو معانا احنا بس
كده
قصدك ب احنا مين
قصدي الستات
طبعا مهو أنتي أكيد بنت عمه وعارفاه
لأ للأسف
أنا معرفش أزاي هو دكتور نساء والغريب أنه شاطر والستات بتجيله مخصوص
لأنه مجتهد وبيركز في شغله
أوعي تزعلي مني عشان اتكلمت عنه كده
مفيش زعل ولا حاجه
سيبنا بقا من دكتور
أدهم خلينا فيكي أنتي متجوزة بقا
كنت دلوقتي مطلقة
حد يسيب الرقة والعسل ده
ميرسي بس كنا مختلفين كتيير والنصيب انتهى لحد هنا
عقبالي ما شكلي أنا كمان هحصلك
ليه بعد الشړ ربنا