الثلاثاء 31 ديسمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 9 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


أنها هي من زوجة والدتها لوالدها 
ليقترب منها أكرم بأسف 
متزعليش ياورد .. انا عملت كده منعا للمشاكل انتي عارفه ماما 
فأبتسمت بفتور وهي تتذكر زوجة أبيها 
اه عارفاها ..حتي بعد اللي مهرة عملته عشان ابنها برضوه بتكرهنا 
وتابعت پألم 
وانا اللي افتكرت ان تضحية مهرة بسنة من عمرها تشتغل تحت رحمة واحد وهي عمرها ماحبت حد يتحكم فيها ..هيتغير حاجه 

لينظر اليها أكرم بأسف وهو لا يعرف بما سيجيب 
فالأجابه معروفه والدتهم هي من تتحكم بكل شيء
ووالدهم لا يكسر لها كلمه 
.....................
عادت مهرة من عملها بأرهاق وهي تسير بخطوات بطيئة ... لتنظر إلي محل البقالة ثم أقتربت منه 
ازيك ياشيكا 
فنهض شيكا من مقعده ..وجذب لها مقعد وبدء يخبرها عن إيراد اليوم 
كل حاجه تمام ياست مهرة 
ووضع مفتاح محل البقالة أمامها 
كده الفترة بتاعتي خلصت .. 
وأنصرف نحو مصدر رزقه الثاني ...لتبستم مهرة وهي تلتقط المفتاح متمتمه 
جدع وأصيل الواد شيكا 
....................
دلفت مهرة لداخل الشقه تستنشق رائحة الطعام بمتعة ودبدبت على معدتها بتلذذ 
ريحة الأكل حلوه اووي
وهتفت بأسم ورد ..لتخرج ورد من المطبخ وهي تمسك بأحد المعالق 
أتأخرتي كده ليه يامهرة 
لتستنشق مهرة الطعام مجددا .. وهي تتخيل أصنافه 
عديت على المحل وأخدت المفتاح من شيكا 
فحركت ورد رأسها بتفهم ... لتتسأل مهرة وهي تقترب من المطبخ 
انتي طابخه ايه النهارده ياورد
فضحكت ورد على مظهر شقيقتها 
أشتريت البطه اللي نفسك تكليها من زمان وعملت 
وظلت تتباطئ في الحديث الي ان اتسعت عين مهرة 
عملتي محشي 
فتعالت صوت ضحكات ورد 
كل الأنواع..قولت أدلعك قبل ما ابدء الشغل 
لتبتسم مهرة وتقترب منها ټحتضنها 
مع اني مش عايزاكي تتبهدلي .. بس عمري ماهقف في طريقك 
فضمتها إليها ورد أكثر الي ان شهقت بفزع 
صنية البسبوسه 
وركضت نحو المطبخ ..لتضحك مهرة وهي ترقص حاجبيها 
يارب كتر من إحتفالات ورد 
..................
جلس جاسم يتناول طعامه بمفرده دون شهية .. فبعد رحيل كريم وأصبح شعوره بالوحده يزداد 
ليجد هاتفه يدق...فنظر لرقم المتصل وكل يوم فكرة أرتباطه برفيف ټقتحم عقله
فبعد أشهر قليله سيكون في منتصف الثلاثين 
وأشار للخادمه كي تزيل الطعام الذي لم يمس منه الا القليل وأبتسم وهو يعاود الأتصال بها صاعدا نحو غرفته. 
..........
وضعت مهرة بيدها علي معدتها بعد ان أنهت آخر قطعه من طبق الحلوى 
عندي شعور اني هنفجر 
فأبتسمت ورد هاتفه بسعاده 
أحطلك تاني 
لتزيح مهرة يد ورد عن طبقها 
خدي صنية البسبوسة بتاعتك والطبق ده وامشي من قدامي 
وتنفست بصعوبه وهي تنهض من أمامها 
بطني بتتقطع 
فضحكت ورد وهي ترفع الأطباق متجها نحو المطبخ 
ياسلام عليكي ياشيف ورد ..
وتابعت حديثها من داخل المطبخ 
مهرة انا لازم اوصل الشغل الساعه 9 
والطريق بياخد ساعه ونص 
لتهتف مهرة بآلم بمعدتها 
انا مش عارفه ايه لزمته الشغل ده ... ما انا بشتغل أه 
لتضحك ورد من داخل المطبخ 
ايه أخبارك مع جاسم الشرقاوي
ليتحول وجه مهرة للحنق 
ليه السيره اللي تسد النفس ديه 
ووجدت ورد تقف أمامها 
نسيت أقولك حاجه مهمه
فأنتظرت مهرة ان تكمل عباراتها ..فوجدت علامات الأرتباك ظاهرة علي وجهها 
فاكره الراجل اللي حكتلك عنه 
فلمعت عين مهرة بخبث 
ابو لحيه حلوه وعيون ملونه 
فأرتبكت ورد وهي تتذكره 
طلع صاحب المنتجع 
لتصمت مهرة وهي تتابع ملامح شقيقتها إلي ان تنهدت بقوه 
ورد اسمعيني كويس ... الموقف ده تنسيه خالص ولا كأنه حصل ...كده كده هو مش هيفتكره ولو أفتكره

عادي مجرد صدفه وانتهت ..
وتابعت وهي تربت علي يد شقيقتها بحنان 
يلا ننام عشان نعرف نصحي بدري 
....................
جلس كنان علي الأريكة الموجوده بالصاله التي يحتويها جناحه الفاخر يتابع أعماله عبر الحاسوب 
ليجد هاتفه يدق برقم خطيبته ..فنظر لرقمها ثم أغلق الهاتف بوجه جامد ومشاعر قد أختفي منها الحب 
............
صباح جديد 
أستيقظت ورد فوجدت مهرة تعد لها وجبة الأفطار بعد ان ذهبت للمخبز مبكرا لجلب الخبز 
وأبتسمت وهي تقبل مهرة علي وجنتها 
صباح الخير علي أحلى أخت في الدنيا 
فضمتها مهرة إليها 
يلا استعدي بسرعه عشان مافيش وقت 
لتومئ ورد برأسها بسعاده... وتتجه نحو المرحاض 
وبعد نصف ساعه كانت تتناول ورد الطعام سريعا فالوقت اقترب من السابعه 
ووجدت مهرة تضع لها بعض السندويتشات في حقيبتها لتنظر إليها ورد پصدمه 
مهرة انتي بتعملي ايه 
فأبتسمت مهرة وهي تغلق حقيبتها 
خليهم احتياطي معاكي ياورد ... انتي لسا متعرفيش نظام المكان هناك 
فأتسعت أبتسامه ورد وأقتربت منها ټحتضنها باكية 
ربنا يخليكى ليا يامهرة 
لتربت مهرة علي ظهرها بحنان هامسة داخل نفسها 
يارب تفرحي ياورد 
وبدئوا طريقهم في المواصلات سويا ... وقد أصرت مهرة علي الذهاب معها اليوم كي يطمئن قلبها 
............
دلفت مهرة لداخل الشركه بخطي سريعه فمني قد هاتفتها أكثر من مره 
ووصلت الي الطابق الذي تعمل به .. تتنفس بصعوبه أثر ركضها 
لتقف مني متسائله
كنتي فين كل ده يامهرة 
فوضعت مهرة بيدها علي قلبها وهي تتنفس 
كنت بوصل ورد شغلها 
فنظرت مني الي ساعه يدها 
احنا داخلين على الضهر 
وأكملت وهي تنظر لغرفه جاسم 
جاسم بيه سأل عنك .. ومبشركيش بصراحه 
فضحكت مهرة بأستياء ..ونظرت لمني بأمتنان 
فمني أصبحت تعاملها بهدنه رغم انها مازالت متحفظه أتجاهها 
وجلست علي مكتبها تتابع عملها المتراكم الذي لا ينتهي 
الي ان دلفت مني داخل مكتب جاسم تخبره بوجود أجتماع لديه مع شركائه الجدد بعد ساعه 
ليسألها جاسم عن مهرة فتخبره انها جائت من نصف ساعه 
تروح تحضر غرفة الأجتماعات وأي غلطه يا مني انتي المسئولة قدامي
فنظرت اليه مني بصمت... ثم غادرت لتقف امام مهرة قائله 
مهمتك الجديده يا أستاذه مهرة 
فأنتظرت مهرة ان تخبرها مني بمهمتها .. وأتسعت عيناها فهو بالفعل يتفنن في التحكم بها. 
وزفرت أنفاسها بحنق 
لتخبرها مني قبل ان تنصرف 
روحي البوفيه وأفهمي منهم النظام لانهم المسئولين عن الحكايه ديه 
لتنفخ مهرة أنفاسها بقوه
وقبل ان يتوافد شركائه الجدد... كانت قد أنهت مهمتها 
وتذكرت أنها نسيت جلب زجاجات المياه ...فركضت لجلبهم 
وعندما جاءت بهم كان جاسم يرحب بضيوفه .. ناظرا إليها بضيق 
لتضع مهرة الزجاجات علي الطاوله في أماكنهم المخصصه 
وكادت ان تنصرف من أمامه لتجده يخبرها ببرود 
استني عندك 
وتقدم نحوها وبصوت خاڤت 
بعد كده تخرجي خالص من غرفة الأجتماعات قبل ماالضيوف يجوا 
وأشار لهيئتها بأستنكار وتابع 
مش لازم يشوفوا أني مشغل صبي قهوجي عندي 
لتدمي جملته قلبها ولكنها تجاوزت اهانته وأنصرفت في صمت 
................
جلست ورد بملل فالصغير لا يعيرها اي اهتمام 
يجلس يلعب بجهازه الألكترونى 
وشعرت باليأس من نجاحها في كسبه ..فهو ليس كأطفال منطقتها .. وكيف ستقارن أطفال حيها بطفل مثل جواد
ولمعت في عينيها فكرة واقتربت منه تنظر إلي مايفعل 
أحب تلك اللعبه بشده
فطالعها الصغير هاتفا 
أنها للصغار فقط 
فأبتسمت ورد وهي تزم شفتيها كالأطفال 
ما انا أيضا صغيره 
فعاد الصغير يطالع لعبته... لتنظر هي حولها 
ما رأيك ان نبني بيت صغير لنا بالوسائد 
فلمعت عين الصغير تلك المره ونهض من جلسته هاتفا بسعاده 
هل تحبي لعبة البيوت مثلي 
وتهلل بفرح ... لتنظر إليه ورد غير مصدقه بأنه فرح بتلك اللعبه 
وبدئوا يعدون بيت بالوسائد وجلب جواد ألعابه جميعا وجلسوا في بيتهم الصغير خلف الأريكة والوسائد تحاوطهم 
ولعبت ورد معه كل الألعاب التي تتذكرها من طفولتها... وكان الصغير متحمس لكل لعبه فهذه الأشياء لا يعلمها 
وبعد مده شعرت ورد بالجوع فأخرجت السندوتشات خاصتها 
ونظرت إلى الصغير متسائله 
تأكل معي 
فحرك الصغير رأسه بنعم... لتعطيه أحد السندوتشات ليأكل مستغربا من طعمه 
ماذا سنأكل 
لتضحك ورد وهي تراه يأكل متعجبا من طعمه 
أنه فول 
ليهتف الصغير بعربيه ركيكه 
فول 
فتعالت ضحكات ورد علي نطقه ... الي ان أنفتح باب الجناح ليدلف كنان وخلفه معاذ 
لتتسع عين الصغير بسعاده ويخرج من خلف الأريكه 
أنظر خالو ماذا أكل 
ليأخذ منه كنان ما يأكله ..وأرتبكت ورد من نظرات كنان لها بعد ان خرجت هي أيضا من خلف الأريكه 
ونظر كنان الي معاذ پغضب 
ما هذا 
وبدء يتحدث مع معاذ الذي أرتبك هو أيضا 
وكل كلمه كان ينطقها كانت تفهمها هي فيبدو أنه قد نسي انها تتحدث وتفهم لغته 
واوجعتها كلماته عن ما تأكله وتطعم به صغيره 
وسقطت دموعها وهي تخفض رأسها أرضا 
وخرج كنان من الغرفه والصغير وقف ينظر إلي ردة فعل خاله الغريبه 
ليقترب منها معاذ بأشفاق 
أنسه ورد انا أسف علي اللي سمعتيه ..
فرفعت ورد عيناها نحوه 
والله يااستاذ معاذ انا كلت منه قبل ما أكله ليه 
وانا اللي بعمله في البيت ..
فأبتسم معاذ وهو يري طيبتها في الحديث 
النهاردة كلنا مسلمناش من غضبه... لازم نستحمل مديرنا شويه 
فطأطأت ورد رأسها بحزن 
بس انا متعودتش

علي كده .. متعودتش أتهان
فضحك معاذ وهو يطالعها 
مدام بتشتغلي عند حد لازم تتحملي ..
وشعرت بيد الصغير جواد تمسك يدها 
لا تبكي ورد 
فمسحت ورد بقايا دموعها .. وأنحنت نحو الصغير تقبله هاتفه داخلها
أنتي كنتي فاكره ايه ياورد أنك هتتعملي زي البرنسيسات .. مهرة كان عندها حق لما قالت مالناش دعوه بالناس اللي عايشه ومش حاسه ان في غيرها بيجري ورا لقمة عيشه عشان يعيش بس 
...................
جلست مهرة بحنق على مكتبها تدق أقدامها أرضا وهي تتذكر اهانته لها 
فنظرت اليها مني بصمت وبعد مرور ساعه ونص كان جاسم يردف لداخل المكتب وخلفه أحد مدراء الأقسام 
ليهتف بأسم مني التي أتبعته على الفور وما انا خرجت مني من عنده هتفت 
هتروحي تشرفي علي الاكل في مطعم كذا 
النهارده في عشاء مع الشركاء الجدد 
فقبضت مهرة علي القلم الذي كان بيدها بقوه... وزفرت أنفاسها ببطئ الي ان لمعت عيناها 
لتكمل مني 
احنا متفقين علي نوع الأكل... مجرد أشراف بس يامهرة 
فأخذت مهرة حقيبتها ...لتهتف مني بأسمها 
 رايحه فين لسا ساعه علي الميعاد 
لتنصرف مهرة من أمامها 
رايحه اشم شويه هوا ..
وغادرت مهرة الشركه وسارت بلا هواده تدفع الحجارة الصغيره بحذائها 
الي ان وقفت أمام المحل التجاري الضخم المعلق عليه اسم والدها وأشقائها كرم واكرم 
فيبدو أنه أفتتح محل أخر بتلك المنطقه الراقيه.. 
ووقفت أمام وجهت المحل تطالع الزبائن وهم يدلفون ..لترى زوجة أبيها جالسه علي أحد المقاعد ومعها والدها .. والعمال يقفون بجانب الزبائن 
فضغطت علي يدها بقوه 
عمري ماهسامحك ... وقفت مع أبنك عشان ميضعش شبابه في السچن 
وحدقت بزوجة أبيها التي يهتز ذراعيها من كثره الأساور الذهبيه 
مع أنكم متستهلوش 
وأبتعدت بخطوات سريعه عن المحل ... لتصطدم بأحدهم.... فتجده شقيقها كرم الذي اڼصدم من وجودها 
مهرة !
لتتركه وتتخطاه ..فوجدته يهتف بأمتنان لما فعلته معه 
شكرا على اللي عملتيه معايا 
فسارت مهرة دون ان تلتف إليه... فهو صادفها في أكثر لحظاتها حقدا عليهم وعلي من أنجبهم 
ووصلت أخيرا إلى المطعم الفخم وقد ألتمعت عيناها بمكر
..................
أنهت ورد عملها أخيرا وسارت في الممر الطويل المؤدي إلى الطريق السريع كي تستقل مواصلة لداخل المدينه 
لتقف على الطريق تنظر إلى السيارات وهي تسير سريعا ... وأخذ الوقت يمر حتي شعرت بۏجع قدميها 
ووجدت أحدي السيارات السوداء الفخمه تقف امامها... فأبتعدت عن
 

10 

انت في الصفحة 9 من 103 صفحات