الأحد 22 ديسمبر 2024

بنت أبوعلي شيماءحسن الصيرفي

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


أتأكد عرفت ولا لأ لأنها أكيد هتعرف زوجها وهيعرف أني بنت كويسة وشاطرة مش زي مهو كان بيقول.
ملكيش دعوة بحد ومنتظريش رأي حد أو تقيمة ليكي ولجهودك متعمليش عشان الناس اعملي عشان ربك ونفسك.
بدأت دراستي في الكلية الطب كانت الدراسة دسمة وصعبة.
بقيت عايشه في ضغط كبير في المذاكرة والامتحانات.
رغم كده كنت لازم أشارك يومي مع تيتا ونحكي سوا كل يوم بقينا قريبين أوي من بعض.

بدأت صحة تيتا تقل ودا بسبب عامل السن فبقيت أنا المسؤولة عن البيت من كل حاجة.
سبحان الله رغم كل الحاجات دي لكن وقتي كان بيكفي أعمل كل اللي أنا عاوزاه.
مرت أربع سنوات في الكلية كنت فيهم من المتفوقين وبرتب على دفعتي رغم كده لازلت وحيده ديما عندي خوف من العلاقات وخاېفه الناس متحبنيش فكنت ديما بكون لوحدي وبعيده.
تيتا بدأت تتعب أكتر والتعب يزيد عليها وبقينا كل شوية عند دكتور شكل بقيت عايشه في ړعب وخاېفه عليها خاصا إن حالتها بدأت تدهور أكتر.
بدأت توصيني بحاجات كتيرة ودا كان بيخوفني بل بيرعبني من فكرة المۏت وانها ممكن تسيبني.
وللأسف مكنتش فكرة لأنها طلعت واقع مر.
يوم مفتحت عيوني ولاقيت تيتا فارقت الحياة يوم أقل ما يقال عنه إنه صعب رغم إني كنت عارفة انها ماټت بس مكنتش مصدقة وجيبتلها دكتور وأكدلي.
الدكتور مشي وأنا قعدت جمبها على الأرض وفضلت أعيط واتكلم معاها.
قومي يا تيتا قوليلي هعمل إيه دلوقتي من غيرك!
عيطت وأنا بقول...
مليش غيرك هينهشوا فيا من بعدك محدش بيحبيني غيرك هيرومني في الشارع وهينسوني قومي انت اللي عملالي قيمة منغيرك هكون هوا.
حطيت راسي على بطنها وقعدت أعيط مر ساعة وكان لازم أعرفهم انها اټوفت.
مسكت موبيلي واتصلت على خالي وقولتله بعدها كلمت ماما يمكن كانت المرة الاولي اللي اتصل بيها حتى هي مكنش معهاش رقمي.
أول مردت قولتلها جدتي توفت وقفلت الخط.
ربع ساعة وكان خالي جه البيت وشوية البيت اتملى ناس وبدأت مراسم الغسل وبعدها الچنازة.
مريت بأصعب لحظة في حياتي وهي خروج النعش وفيه تيتا فضلت أبكي بصړاخ واقولها مع السلامة يا أمي مع السلامة يا أغلى شخص في حياتي مع السلامة يا تيتا.
وقعت على الأرض أعيط بإنهيار الدنيا اسودت أكتر في عيوني مبقتش شايفه حاجة حلوة.
كنت باخد عزاها وأنا عامله زي التمثال مكنتش قادرة أكل ولا أشرب ازاي هاكل وهي مبتاكلش معايا ولا بتشاركني ازاي هاكل بدون ضحكتها الحلوة وشها البشوش.
مرت أيام العزاء والناس كلها مشيت حتى أمي اللي فكرت إنها ممكن تقعد معايا شوية بس كانت مجرد أفكار في دماغي.
البيت فضي عليا بقيت اتخيلها في كل ركن ومكان الحياة كانت صعبة أوي بدونها.
مكنتش قادرة أكمل تاني كان نفسي أموت على الأقل هبقى معاها.
رجعت الكلية بعد غياب فترة كبيرة رجعت بسبب الإمتحانات اللي هتبدأ.
فاتني كتير خلال فترة غيابي وكانت كلها أجزاء مهمه لذلك اضطريت أطلب المحاضرات اللي فاتني من حد.
لاقيت رجلي وخداني لبنت حسيتها هادية ومطمئنة أول مشافتني سألتني كنت غايبه فين الفترة اللي فاتت.
اتعرفت عليها وعرفت اسمها منى حكيتلها إن جدتي كانت مريضة واټوفت. طلبت منها أصور الأجزاء اللي فاتتني عاطيتني كشكولها برحب وفضلت تشرحلي كل حاجة فاتتني وقالتلي إنها عامله تلخيصات وحاجات هتسهل عليا ومعاها اسئلة مهمه.
أخدت رقمي قالتلي هتبعتلي الحاجات دي لما تروح.
كنت مستغربه أسلوبها اللطيف معايا وفعلا لما روحت بعتتلي الحاجات.
خلصت من مشكلة المذاكرة المتراكمة عليا وبدأت تواجهني مشكلة كبيرة مكنتش عاملة حسابها وهي هصرف واجيب فلوس منين.
اكتشفت إن تيتا كانت شايله كتير عني كانت بتصرف عليا معاشها كله رغم وجود والدي اللي عمره مفكر يبعتلي جنية.
بدأت أدور على شغل كنت عاوزة اشتغل في مجال الطب كان هدفي الاقي شغل سهل ودا كان أسهل شغل ممكن الاقيه.
قدمت في أماكن كتيرة كنت بروح المستشفيات واقولهم اشتغل شغل تمريض بس محدش كان بيرضى لغاية لما روحت اشتغل في مركز تجميل.
كان مركز تجميل ل دكتور كبير لما دخلت اسأل على وظيفه استغرب إيه اللي يخليني ك دكتورة ألجأ لكده قوتله إني يتيمة وجدتي اللي كانت بتصرف عليا توفقت ومعنديش مصدر رزق.
عرض عليا مساعده بدون مشتغل لكني رفض ومشيت.
بس بعدها بيومين لاقيت رقم بيتصل عليا وكان مركز الدكتور دا وقالولي اروح اشتغل معاهم.
بدأت في الشغل جمب دراستي دكتور جمال كان من أرقى الناس اللي تعاملت معاها مكنش بيضغطني في الشغل وكان بيخليني أروح بدري كان بيراعي نقطة إني دكتورة ومطلوب مني مذاكره وامتحانات كتيرة.
وفي فترة امتحانات كان بيسمحلي أغيب رغم كده راتبي بيفضل شغال.
خلال الفترة دي قربت من منى وبقينا صحاب ولأول مرة أعرف يعني إيه صداقة.
يلا نصلي الظهر ونرجع نكمل الجزئية دي.
رغم إن جملتها عادية لكني استغربت أنا أصلي!
بلعت ريقي بتوتر مش عارفه ارد أقول إيه
يلا يا بنتي ولا انت
هزيت راسي بنفي بسرعة فتكلمت وهي بتشدني وقالت...
طب يلا قبل المسجد ميتزحم!
أنا معرفش ازاي أصلي.
قلت كلماتي بخجل فقعدت جمبي پصدمة وقالت...
ازاي! 
ممكن نقوم من هنا ونتكلم في مكان مفهوش حد عاوزة اتكلم واحكي مش قادرة اكتم أكتر من كده.
قامت معايا وقعدنا في مكان مفهوش حد وحكيتلها عن حياتي من وقت لما كنت طفلة بتحفظ قرآن وبتصلي مرور بإنفصال أهلي بكل أحداث حياتي.
فضلت أحكي وأعيط وهي كمان ټعيط معايا حكيتلها عن الفترة اللي كلمت فيها ولاد حكيتها عن كرهي لأهلي. 
خرجت كل اللي جوايا رغم إني عارفة اللي عملته دا غلط ومينفعش أحكي لحد تفاصيل زي دي بس كنت حاسه إني محتاجة أخرج اللي جوايا لحد محتاجة حد يساعدني وياخد بإيدي.
طب انت ليه مفكرتيش تقربي من ربنا!
مسحت دموعي وقلت...
هيقبلني ازاي دا انا عمري مصليت وكلمت ولاد وبنت عاقه ل أمها.
نهيت كلامي ردت بتعجب وقالت...
معرفش مين اللي نشر مصطلح ربنا مش هيقفبلني بين الشباب المصطلح دا بقا الحجة في أنهم يكملوا في الغلط.
بصيتلي ومسكت
إيدي وقالت...
قوليلي مين الأفضل عند الله انت ولا واحد كافر بيحارب الاسلام.
بصيتلها وقلت...
أنا.
تخيلي بقا ان ربنا قبل الكافر وكان عنده عظيم.
استنكرت كلماتها فقالت...
سيدنا خالد بن
الوليد وعمرو بن العاص كانوا كفار وبيحاربوا الإسلام وبيقاتلوا ضد المسلمين. ولما أسلموا ربنا قبلهم وسمى سيدنا خالد سيف الله المسلول. وسيدنا عمرو كان سبب في فتح بلاد كتيرة ونشر الإسلام.
قوليلي بقا مين أفضل انت المسلمة الموحده بالله ولا كافر عابد للاصنام! 
حبيبتي بدام باب التوبة مفتوح يبقى ربنا هيبقل أي حد أبسط مثال قاټل المائة نفس ربنا قبل توبته رغم إنه معملش حاجة في حياته بس كان قلبه مليان نيه صادقة لله إنه تأب عن كل اللي عمله.
ربنا سبحانه وتعالي بيقول في سورة الزمر قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم 53
سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام قال..
لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقۏبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد
متخيله رحمه ربنا قد إيه وانت بتسألي هيقبلك ولا لأ!
قوليلي ابدأ منين!
هتروحي تغتسلي وتقولي الشهادتين وتصلي ركعتين توبة وتنوي جوا قلبك بالتوبة وتبقى نيتك صادقه.
شرحتلي ازاي أصلي صلاة التوبة وفضلت تكلمني عن الصلاة وفضلها وانها اللي بتفرق بين المسلم والكافر وهي أول ما يسأل عليه المرء في قپره فضلت تتكلم معايا كتير عن الصلاة بطريقه حببتني فيها أوي.
وبدأت تعلمني كيفية الصلاة وافتكرت من كلامها تعليم أمي عن الصلاة.
نصحيتني بمتابعة بودكاست فاهم واسمع حلقة كيف تتلذذ بالصلاة ل د أحمد العربي.
رجعت البيت وعملت اللي قالتلي عليه بمجرد وقفت على المصلية حسيت برعشه بتسير في جسمي صليت ولأول مرة أحس بإحساس الراحة هنا بس افتكرت كلام جدتي عن الصلاة ومحاولاتها معايا.
خلصت صلاتي وداعيت لجدتي بالمغفرة والرحمة.
اتغديت وجهزت نفسي عشان اروح المركز.
وصلت المركز وظبط الحالات اللي هنشتغل معاها انهاردة لكني اتفاجئت بدكتور جمال بيقولي إن المساعدة الخاصة ب دكتور محمود استقالت وأنا هشتغل بدالها.
معرفش ليه اضايقت لما عرفت يمكن لان د محمود شغله كله جلسات وهيبقى مرهق وأطول من شغلي مع د جمال أو ممكن لأن د جمال كان بيسمحلي امشي بدري أو اتأخر عن معادي.
أخدت نفس وفضلت أقول لنفسي لعله خير كلمه سمعتها من منى وفضلت ارددها.
بدأت شغل معاه وكان فعلا مرهق زي مكنت متوقعه طول الوقت كنت واقفه وتعبت أوي.
جه الوقت اللي المفروض امشي فيه جيت استأذن منه رفض وقالي لما نخلص كل الحالات.
اضطريت انتظر لغاية لما خلصنا كانت الساعة ١ ونص.
كنت خاېفه ملاقيش موصلات وخاېفه وأنا راجعة متأخر حد يضايقني أو جيراني يتكلموا عليا.
لمېت حاجاتي وأنا خارجة قابلت د جمال اللي استغرب ليه ممشتش لغاية دلوقتي حكتله اللي حصل وطلبت منه يكلم دكتور محمود طمني وقالي امشي في معادي كل يوم.
رجعت البيت بعد معاناه إني ألاقي موصلات فتحت الباب وحطيت شنطتيتي على الكرسي دخلت أوضي غيرت هدومي وعملت ساندوتش وكباية قهوة وقعدت اذاكر مقدرتش اكمل كتير واستسلمت لنوم.
صحيت الفجر صليت وبدأت يومي وكانت دي أفضل بداية ل يومي كملت مذاكره لغاية مقربت على معاد الامتحان جهزت نفسي ومشيت.
خلصت امتحاني وقابلت منى وفضلنا نتكلم في الدين كانت بتتعامل معايا بأسلوب التشويق ودا كان بيخليني عاوزة أعرف واتعلم بدأت تتكلم معايا وتعلمني اللي المفروض اتعلمه عن ديني.
مقولتيش ليه إنك دكتورة
اټخضيت من الصوت بصيت ورايا لاقيت د محمود.
ماجتش فرصة.
ابتسم بسمة هادية وقال...
حصل خير على العموم تقدري تمشي في المعاد اللي متعوده عليه.
شكرته وبدأنا شغل دخلت الحالات وبدأ دكتور محمود يشتغل وكان وسط الشغل بيتكلم معايا عن الحالات ويشرحلي بسببه فهمت حاجات كتيرة في الجلدية وعرفت معلومات إضافية فادتني كتير.
بممارستي للشغل بدأت اعتاد ومأحسش بصعوبة زي الأول.
بدأت امتحانات الفاينل الشهر دا قعدت من المركز بحيث أركز في المذاكره.
قلت لنفسي لازم أحافظ على ترتيبي ومضيعش تعب تيتا معايا طول السنين اللي فاتت.
وفعلا ربنا غرقني بكرمه وطلعت بترتيب أعلى من الترتيب اللي معتاده عليه.
نتيجتي ظهرت وأنا في المركز لما شوفت درجاتي وترتيبي اللي بقا أعلى كنت طايرة من الفرحة وكل اللي يشوفني يستغرب فرحتي.
يومها د جمال قالي أنا أول مرة اشوفك مبتسمه وفرحانه.
الخبر دا شال حزن من اللي كان متراكم في قلبي وضاف فرحه كبيرة.
وسط فرحتي دي جالي اتصال من جارتي بتقولي ارجع البيت بسرعة سألتها إيه اللي حصل حكيتلي وحسيت اني وقعت في مصېبه.
يتبع..
بنتأبوعلي. 
شيماءحسن الصيرفي.
٣
وسط فرحتي جالي اتصال من جارتي بتقولي ارجع البيت بسرعة سألتها إيه اللي
 

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات