الأحد 22 ديسمبر 2024

بنت أبوعلي شيماءحسن الصيرفي

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


عليها لما جيت المستشفى.
انت تعرفي د محمود
أه اشتغلت معاه سنتين.
أصلي استغربت إنه وقف يكلمك أصله مبيكلمش حد خالص نفس عينتك بالظبط.
ضحكت على أسلوبها وقلت...
شكرا يا ستي هسيبك وأشوف ورايا إيه.
نهيت كلامي وروحت أكمل شغلي. 
رغم اني زعلت لما عرفت إني هشتغل في الحضانات بس دلوقتي الجزء دا بقا المفضل بنسبالي وأنا بلف على الأطفال حديث الولاده وأطيب وجعهم.

كنت بحس بإنجاز عظيم وشبه بقيت متيقنه إن عمل الطبيب دا أسمى الأعمال.
كنت برتبط بكل طفل يدخل الحضانة ولما يخرج لازم أشيله وأضمه بحنان لحضني أحيانا كنت اخلص شغلي واقعد معاهم اتفرج عليهم وقد إيه كنت بتمنى إني اتكلم مع كل أب وأم ليهم واقولهم حافظوا عليهم واوعوا تفكروا في نفسكم وتنسوهم اوعوا تكونوا انانيين في اختيارتكم وتيجوا عليهم.
عبالك انت كمان لما ابن الحلال اللي يستاهلك يجيلك ووقتها نشوف هتعملي إيه
ضحكت بشده على كلام هبة وقلت...
شوفي لو كل الناس اللي في الدنيا دي اتزوحت وفضل واحده اعرفي انها هتبقى أنا.
اتكلمت هبة بتعجب وقالت...
ليه يا بنتي تقولي كده!
مش مستعده اتجوز واحد ونفشل ويبقى بينا ولاد وأنا اتزوج واشوف حياتي وهو يشوف حياته في الأخر ندمر الأطفال اللي بينا.
فين حسن ظنك الله ليه تقدري السوء! 
رديت بتعجب وقلت...
حسن ظني بالله
أه حسن ظنك بالله العبادة العظيمة اللي انت غافله عنها. ربنا بيقول أنا عند ظن عبدي بي يعني اللي هتظنيه هتلاقيه لو ظنيتي خير هتلاقي الخير كله ولو ظنيتي شړ مش هتجني غير الشړ.
ابن مسعود رضي الله عنه بيقول والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه ذلك بأن الخير في يده  
غيري نظرتك السوداوية دي وظني بالله خير وهتلاقي الخير يا ندى.
سكت ومرتدش عليها مكنتش قادرة اتكلم ولا عاوزة احكي وأقول ليه النظرة السوداوية دي وليه بفكر كده.
مكنتش عاوزة افتش في الماضي وجراحه مصدقت أن ڼاري بدأت تهدى.
رجعت البيت بتعب مكنتش مصدقة إني رجعت كان يوم مرهق خاصا شغلي في المستشفى الخاصة متعب جدا.
دخلت أحضر حاجة أكلها وأنا حاطه في ودني بسمع محاضرة عن حسن الظن بالله المصطلح اللي أول مرة اسمعه.
خلصت أكل مع انتهاء المحاضرة دخلت أنام وأنا بيتردد في ودني كلامي الشيخ. 
هو أنا لو أحسنت الظن فعلا ممكن اتزوج ويبقى ليا زوج يشاركني همومي اللي قطمت ضهري من كترها.
فتحت عيوني وأنا بقول لنفسي وانت مين هيرضى بيكي ولا يرضى يتزوج. بنت زيك عايشه لوحدها ملهاش لأب ولا أم أكيد أي حد هيفكر فيا ويشوف الجوانب دي هيرفضي دماغه هتجيله أفكار كتيرة غلط عندي.
رد عليا ضميري بيفكرني بكلام الشيخ وإني لسه بسيء الظن استغفرت الله وطلبت منه العون ويساعدني إني اتخلص من الأفكار دي وانسى الماضي اللي بسببه موقفه حياتي.
د ندى.
وقفت بصيت لمصدر الصوت كان د محمود وقفت فقرب مني.
اذيك.
الحمدلله خير في حاجة
حمحم بعدين اتكلم وقال...
انهاردة عاملين عزومة لكل موظفين المركز بمناسبة افتتاح مركز جديد ف كنت عاوز أقولك هنستناكي انهاردة.
ابتسمت وقلت...
مبارك عليكم.
نهيت كلامي وخرج ورقه وقال...
دا عنوان المطعم هستناكي.
رديت بحرج وقلت...
كان نفسي ابقى معاكم بس للأسف عندي شغل تاني ومش هقدر أكون موجوده.
اتكلم بسرعة وقال...
أنا ممكن أكلم د مصطفى المسوؤل عن قسم الأطفال ومش هيقول حاجة.
سألت بتعجب وقلت...
حضرتك عرفت منين د مصطفى والمستشفى الخاصة اللي شغاله فيها.
حط ايده على راسه ومسك موبايله وقال...
هكلم د مصطفى.
اتصل بيه واستأذنه ووافق بالفعل.
هستناكي.
قالها بعد مخلص مكالمته بصيتله بتعجب ومردتش اتكلم تاني وقال...
بابا أكد عليا لازم تيجي.
نهى كلامه ومشي بصيت لطيفه بتعجب وقلبي بيدق بسرعة. حسيت بإيد على كتفي بصيت بخضه لاقيتها هبة.
خضيتيني.
قلت كلمتي وأنا حاطه إيدي على قلبي اتكلمت وقالت...
مين واخد عاقلك
بصت اتجاه د محمود وقالت...
ولا أقولك أنا عرفت خلاص.
ضړبتها في كتفها وقلت...
بطلي سخافه كان بيعزمني على الغدا عاملين غدا لكل الموظفين اللي بيشتغلوا في المركز.
وانت بقا بتشتغلي معاهم.
كنت بشتغل بس والده بيعزني عشان كدا عزموني.
والده برضو!
ضړبتها في كتفها وقلت...
بطلي أسلوبك دا.
ضحكت وقالت...
قال يعني مش واخده بالك منه ولا واخده بالك انه ميروحش غير لما يطمن إنك خرجتي أو مثلا مش بيفضل واقف بعربيته قدام محطة الباص لغاية ميطمن إنك ركبتي.
قطعت كلامها بنبرة حازمه وقلت...
واخده بالي يا هبة بس بتغافل عارفة ليه لإني لو انتبهت لكل دا هتبع خطوات الشيطان وأنا عارفه إن الانسان بطبعه ضعيف وأنا مش عاوزة أضعف وامشي ورا اهواء وشهوات.
المفروض إنك تقويني ومتتكلميش معايا تخليني انتبه اكتر. أنا كنت بسكت على هزارك بس مش معنى كده إني حباه فرجاء متتكلميش معايا في كلام زي دا تاني.
نهيت كلامي ردت بجدية وقالت...
أسفة يا ندى كنت بهزر معاكي مقصدش حاجة.
اتكلمت بنبرة هادية وقلت...
حبيبتي أنا فاهمة قصدك بس حبيت اوضحلك بس وأنا كمان أسفة لو أسلوبي دبش معاكي.
اتكلمت وهي بتضحك وقالت...
انت طول عمرك دبش.
ضحكت على كلامها واحنا خارجين وصلنا للمحطة وهي ركبت الباص بتاعها وأنا فضلت واقفه شوية وكنت ملاحظة وقوف د محمود كعادة كل يوم أخدت نفس عميق محاوله إني اهدي نبضات قلبي وقلتله...
أهدى يا قلبي لانه مش هينفع أبدا.
رجعت البيت وفضلت في دوامه بين إني أروح ولا لأ جهزت نفسي وقررت أحضر العشا.
أخدت شنطتي ولسه هتجه للباب سمعت صوت الجرس اټخضيت لأني مش متعوده حد ييجيلي.
فتحت الباب ولاقيت يونس قدامي اتجمدت أطرافي ومكنتش عارفه المفروض أعمل إيه
اذيك يا ندى.
بصيتله شوية وبعدين اتكلمت وقلت...
يونس!
ممكن أدخل.
وسعت من قدام الباب فدخل بص حواليه وقال...
هي تيتا فين!
اتكلمت بصعوبة وأنا بحاول أمنع دموعي وقلت...
الله يرحمها.
اتكلم بخضه وقال...
توفت!
من تلت سنوات.
ازاي طب وانت عايشة لواحدك ولا
قطعت كلامه وقلت...
منا لو أهمكم كنتوا سألتوا.
ندى انت فاهمة غلط.
رديت بنفعال وقلت...
إيه اللي فهماه غلط انتو بعدتوا عني برضاكم محدش
فيكم فكر فيا ولا أصلا بيحبني ولا عاوزيني. أنتو سافرتوا ونسيتوني محدش فيكم فكر يكلمني أو يطمن عليا اوعى تقولي بعد مسافات لان مفيش دلوقتي أسهل من التواصل.
هديت
نبرتي وقعدت على الكنبة بضعف وقلت...
حتى ماما نسيتني أخر مرة شوفتها يوم ۏفاة تيتا ومفكرتش حتى تكلمي بعدها.
ندى
قطعت كلامه وقلت...
ندى مش عاوزة تسمع أي مبررات لأن مفيش حاجة هتبرر اللي عملتوا ندى عاوزة تعرف إيه اللي فكرك بيها.
قلبك بقا قاسې أوي.
انتو السبب مقولتش جاي ليه
بابا تعبان أوي بقاله فترة في مستشفي وعاوز يشوفك.
على كده انتو هنا من زمان
اتكلم بحرج وقال...
من شهرين.
اتكلمت بحزن وقلت...
دلوقتي بس أقدر اقول إن صدق اللي قال البعد بيولد جفاء.
أخدت نفس وقلت...
هات عنوان المستشفى
عطاني العنوان ورقمه وقال...
ندى صدقيني كان ڠصب عني كنت طفل ومش فاهم حاجة ولما كبرت لاقيت حياتي كده مكنش في إيدي حاجة.
مكنش في إيدك تكلم اختك تطمن عليها مش هحكيلك انا مريت بإيه أو كنت محتاجلكم ازاي أو حاولت أدور عليكم قد إيه لأن ربنا غني وغناني عنكم.
نهيت كلامي وهو ملاقاش حاجة يقولها فمشي.
قفلت باب الشقة وفضلت أعيط عمري متوقعت إني هبقى قاسېة كده في الكلام لما أشوفه لما كنت اتخيل إنه ممكن يرجع يسأل عليا كنت بتخيل نفسي هجري عليه وأمسك فيه بس عملت عكس اللي توقعته.
يمكن دا نتيجة دعائي الثابت اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك 
قررت إني مش هروح الشغل وهروح أزور والدي هزوره حتى لو هو نسيني هروح أزوه حتى لو فوق طاقتي لأجل بس لما أقف قدام ربنا أقوله كنت باره بيهم.
اتصلت بيونس أول موصلت نزل استقبلني وطلعنا سوا.
دخلت الأوضة بتوتر لاقيته نايم على سرير ملامحه اتغيرت خالص الشعر الأبيض کسى راسه ودقنه شكله ضعف وعجز أسرع من المتوقع حمحمت وقربت منه اتكلم وقال...
وحشتيني يا ندى.
قعدت على الكرسي وقلت...
أخبار صحتك ايه!
بقيت أحسن لما شوفتك قدام عيني.
نهى كلامه ودخل الدكتور يطمن عليه أول مشافني ابتسم وقال...
اهلا دكتورة ندى اذيك.
رديت بإبتسامه وقلت...
أهلا بحضرتك اذيك يا دكتور.
بخير الحمدلله انت تقربي لأستاذ إبراهيم.
والدي.
والله.
بص لبابا وقال...
يا زين ما خلفت وربيت الدكتورة ندى من أفضل وارقى وأشطر الطلاب اللي درستلهم وتعاملت معاهم.
ابتسمت ورديت...
كلام حضرتك وسام يا دكتور.
دا أقل شيء في حقك.
نهى كلامه واطمن على بابا وخرج.
انت بقيتي دكتورة يا ندى.
هزيت راسي وقلت...
أه طبيبة أطفال.
ربنا يحميكي ويحرصك ينفع تيجي في حضڼي عاوز أشبع منك.
بصيتله ومقدرتش أتقدم محسيتش إنه أبويا وأقدر احضنه زي زمان مش قادره اشوفه غير راجل غريب عني بيطلب منى احضنه.
لما لاقاني واقفه مكاني اتكلم وقال...
أنا قصرت كتير في حقك وظلمتك ومعنديش سبب ولا تبرير للي عملته أنا مش جاي أقولك أسباب واكذب عليكي أنا بتكلم معاكي بمنتهى الصدق وبقولك إن الدنيا سحبتني وقصرت في كل حق من حقوقك.
عارف إنك أكيد بتكرهيني وليكي حق مش هطلب منك تحبيني بس هطلب منك تسامحيني.
أخدت نفس وقلت ....
وأنا مسمحالك يا بابا.
معرفش نطقتها ازاي وازاي قلبي سامحه بالسهوله دي بس يمكن لأني قبل ماجي كنت سمعت محاضره عن العفو وفضل يتردد في وداني حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 
الأول عن عبد الرحمن بن عوف قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر صححه الألباني في صحيح الترغيب
والتاني عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم .
وصححه الألباني في صحيح الترغيب
مسامحتوش هو بس سامحت يونس وماما كمان سامحتهم كلهم قلبي معدش فيه ذره كره أو حزن من أي حد. 
يمكن هنا بس فهمت ان كل اللي حصلي بحياتي ابتلاء وأكيد الخير والفرح جاي أنا صبرت على كل الأڈى وأكيد الفرح هيعرف طريقي ويوصل لقلبي.
استأذنت منهم امشي عشان معاد شغلي خرج يونس معايا وقفنا قدام المستشفى وقال...
وأنا يا ندى مسمحاني
ابتسمت وقلت...
مسمحاك يا يونس.
تسمحيلي بقا اوصلك
حرام هتمرمط نفسك في المواصلات أطلع ل بابا أكيد محتاجك.
أنا معايا عربية تعالي بدال متتمرمطي.
مسك إيدي وفتح العربية وفتحلي الباب ركبت وهو ركب واتحرك.
انت اشتريتها أمتى
أول مجينا تنقلاتنا كانت كتيرة من مستشفى لتاني وبابا مكنش هيتحمل.
ربنا يباركلك فيها يا رب.
تخيلي بقا جبت عربية قبل ماجيب شقه ولسه قاعد في فندق.
اتكلمت بتعجب وقلت...
طب شقتنا فين
بابا باعها من زمان.
اشمعنى قعدت الفترة دي كلها في فندق.
مش لاقي شقة كويسة ولسه فرش
 

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات